اخبار المدينة-الخليج اونلاين
سمات كثيرة تميزت بها المقاومة الشعبية في مأرب، الرافضة لمساعي مليشيا الحوثي وصالح السيطرة على المحافظة التاريخية والنفطية والزراعية التي تقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء.
فالمقاومة التي تشكلت منذ وقت مبكر، ووقفت جداراً صلباً ضد محاولات الحوثيين المبكرة للسيطرة على محافظة مأرب، ونجحت في ذلك منذ بدء الاشتباكات المتقطعة في منطقة قانية على حدودها مع محافظة البيضاء في 19 مارس/ آذار الماضي، لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكبير الذي نالته محافظات أخرى مثل عدن وتعز، بل تقاوم بصمت، فضلاً عن كونها لم تسمح للمليشيا بالسيطرة على ثروات البلاد الموجودة في المحافظة، وتمسكت بوصول الغاز المنزلي والمشتقات النفطية إلى المواطنين، رغم قدرتها على قطع الإمداد وإرباك الانقلابيين.
وفي الوقت الذي انتقد فيه إعلاميون قيادة التحالف العربي التي تأخرت كثيراً في دعم المقاومة الشعبية في مأرب، باستثناء الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات؛ وصلت إلى محافظة مأرب، السبت الماضي، عدد من الآليات والعربات المدرعة والمدفعية وراجمات الصواريخ، عبر منفذ الوديعة الحدودي، فضلاً عن الإسناد المتوقع بطيران الأباتشي، حيث تشهد محافظة مأرب تحضيرات عسكرية مكثفة، في ظل تكهنات ببدء عملية عسكرية جديدة لتحرير مديريات المحافظة ومناطق أخرى.
الصحفي اليمني زكريا الكمالي كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “مدينة مأرب مدينة مظلومة في السلم والحرب”، في إشارة إلى تأخر إمدادها بالآليات العسكرية من قبل التحالف العربي.
الكمالي يرى أن السبب في تواري مأرب عن الأضواء وبروز المحافظات الجنوبية وتعز في الواجهة، هو أن السياسيين ورجال الدولة الجنوبيين يقدمونها كأولوية في الدعم والإغاثة والتحرر.
كما أن تعز تمتلك نشطاء وإعلاميين “يشاغبون”، وينددون بالجرائم الحوثية والتخاذل الحكومي تجاهها، ولا تجد استغاثاتهم آذاناً صاغية. فمأرب تقاتل فقط دون ضجيج بحسب وصفه.
وساهم التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن بتحرير عدد من المحافظات اليمنية من قبضة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية؛ أبرزها عدن ولحج والضالع وأبين ومناطق واسعة في تعز، بفضل غاراته الجوية التي بدأت في 26 مارس/ آذار الماضي، ودعمه اللوجيستي والعسكري للمقاومة الشعبية.