كشفت صحيفة الخليج الإماراتية المقربة من حاكم أبو ظبي،عن مخاوف دولة الإمارات العربية المتحدة من سيطرة (جماعة الإخوان المسلمين) تجمع الإصلاح في اليمن على الحكم بعد إنقاذ اليمن من مليشيات الانقلاب الحوثي الصالحي
وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تحت عنوان «نخاف على اليمن» أن الشعب اليمني دفع غالياً ولا يزال يدفع ، ثمناً لحريته واستقلال قراره واسترداد حقه في الحرية والكرامة والأمن والسلام ، في مجرى صراعه المتواصل ضد نظام الاستبداد والتخلف والديكتاتورية الذي قبض على خناقه لأكثر من ثلاثة عقود ، ثم ها هو يدفع ثمناً إضافياً للتخلص من جماعات تسعى للتفرد والتسلط والإقصاء وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء… لكننا نخشى على اليمن من الآتي بعد إخراجه من محنته الحالية.
وأشارت الصحيفة إلى «الثورة اليمنية المتمثلة بالحراك الشبابي ضد نظام علي عبد الله صالح الاخطبوطي واحدة من أنقى وأصفى الحراكات الشعبية العربية، وفشلت كل محاولات جرها إلى المستنقعات التي سقطت فيها الحراكات العربية الأخرى ، ونجحت إلى حد ما في تلبية أهداف الجماهير اليمنية التي كانت تواجه حائطاً سميكاً من الصد يحول دون استكمال خطوات التغيير التي كانت بلا شك في حال نجاحها ستغير وجه اليمن وتقوده نحو آفاق بعيدة من التطور وتنقذه من حال الاستنقاع السياسي والأمني والاجتماعي والإنمائي، الذي لم يقدم له إلا الفقر والجهل والأمية والأمراض، رغم ما يمتلكه من خيرات وإمكانات تم تبديدها على السلطة وتمكينها ، وعلى العائلة والأتباع والمحاسيب وشراء الذمم».
ولفتت إلى سعي المجموعات الحوثية التي تحالفت مع الرئيس السابق للسيطرة على اليمن ، والاستحواذ عليه والقبض على مقدراته وزجه في صراعات إقليمية ودولية وتحويله إلى منصة لمصالح الآخرين ، من خلال التمدد العسكري إلى مختلف أرجاء اليمن .
وقالت أن الانقلاب الحوثي كان« بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير كما يقال. وحصل ما حصل بعد ذلك من تحرك عربي من خلال التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاستعادة اليمن وإنقاذه من مغامرة مجهولة المصير ، يتم دفع أثمان غالية لها من دم يمني وعربي ، إضافة إلى تدمير هائل لبنى تحتية يمنية هي في الأصل بنى متواضعة».
وأكدت «على تخلّص اليمن من وضعه الراهن بكل تأكيد رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه».
وأوضحت الصحيفة « لكننا نخاف على اليمن من السقوط بعد ذلك بيد التطرف والإرهاب ، كما سقطت دول عربية أخرى ، حيث تم السطو على الحراكات الشعبية وتحويل مسارات التغيير فيها إلى اتجاهات أخرى لا علاقة لها بمصالح الناس وقضاياها الاجتماعية والسياسية والوطنية والقومية».
وكشفت الصحيفة عن حقيقية مخاوفها من قيام قوى وجماعات ما يسمى «الإسلام السياسي» ، وتحديداً جماعة «الإخوان» المتحالفة مع جماعات الإرهاب والتكفير في كل المنطقة العربية، في إشارة إلى حزب الإصلاح.
وأشارت إلى سعي تلك الجماعات لاستثمار الانتصار في اليمن لمصلحتها ، خصوصاً أن هذه الجماعات (الإخوان، داعش، والقاعدة) موجودة على الأرض وتتحرك في الميدان مستفيدة من ظروف المواجهات العسكرية مع جماعة الحوثي وقوات صالح ، كما أنها تمتلك قدرات وإمكانات مؤثرة وحواضن شعبية وامتدادات إقليمية وعربية ، وخطوط تنسيق مع مختلف المجموعات الإرهابية على امتداد الساحة العربية.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها المثيرة للجدل بالقول:
أجل.. نخاف على اليمن من الوقوع في براثن الإرهاب وتحويله إلى منصة ضد كل دور الجوار.
نخاف على اليمن من الوقوع مرة أخرى في خطأ الحساب ، بغض الطرف عن مواجهة هذا الوباء العابر للحدود والقارات والبحار.
نخاف على اليمن أن يتحول إلى أرض خصبة للإرهاب والتكفير ويلتحق بالعراق وسوريا وليبيا والصومال.
نخاف على اليمن ، كما نخاف على كل بلد عربي من خطر أفكار ومخططات وأجندات «الإخوان» ومنظمات الإرهاب والتكفير التي خرجت من تحت جلبابها ، والتي تلتقي مع مخططات تفتيت وتفجير المنطقة العربية الأمريكية الصهيونية).