اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني،أن عودة بحاح إلى عدن، في ظل تردّي الأوضاع الأمنية والسياسية انتقالا للصراع بينه وبين هادي من الرياض إلى عدن، حيث يتحالف الأخير مع حزب الإصلاح، بينما يعدّ في الوقت ذاته مناهضا لـ”الإخوان المسلمين” وقريبا من دولة الإمارات.
ورأت الصحيفة أن عودة بحاح إلى عدن تعكس “الصراعات في ثنايا العدوان (بين الإمارات والسعودية المشاركتين في التحالف العربي) أكثر من أي وقت مضى “، خلافا لما يروّج له التحالف من كون عودة بحاح تحقيقا لأهداف الحرب على اليمن.
ووفقا للصحيفة، فإن خالد بحاح حليف الإمارات سيكون في مواجهة مباشرة مع حلفائه وشركائه في الحكومة المدعومة من التحالف العربي
وقالت الصحيفة إن هادي بدأ يشعر بأنه خارج التسويات، خصوصا أن النصوص الأخيرة لمبادرات الأمم المتحدة تضمنت عودة الحكومة الشرعية وليس الرئيس الشرعي.
ولفتت إلى أن الرعاة الإقليميين أطلقوا أبواقهم الإعلامية ضد هادي، واصفين إياه مع عدد من الشخصيات بأنهم هم الذين تسببوا في الأزمة.
وأوضحت أنه تم تسليط الضوء على ابن الرئيس هادي، جلال، من قبل الإعلام الخليجي والغربي، بوصفه “الثقب الاسود” الذي ابتلع معونات الخليج والسعودية خلال فترة الحرب، بحسب ما نشرته صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية.
وفي سياق الدور الواضح الذي تؤديه الإمارات في اليمن، فقد أجبرت الإمارات هادي على الإطاحة بمحافظ عدن نايف البكري، بسبب انتمائه لحزب الإصلاح الممثل للإخوان المسلمين في اليمن، على الرغم من الإجماع الذي يحظى به البكري بين أبناء المدينة وفصائلها المقاومة.
وكشف مصدر مطلع في الحكومة اليمنية لـ”عربي21″، طلب عدم الكشف عن هويته، أن “المسؤولين الإماراتيين طرحوا فكرة إقالة البكري على هادي أثناء زيارته لإمارة أبو ظبي الشهر الماضي”.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن الدور المتصاعد لـ”أبو ظبي” في الأزمة اليمنية يُجسّد ارتفاع سقف طموحاتها، “لدرجة أنها تسعى لتقاسم النفوذ مع السعودية التي تعتبر جارتها الجنوبية” عمقا استراتيجيا، لا يشاركها فيه أحد، منذ تأسيس المملكة، وهو الأمر الذي استبعده سياسيون يمنيون على المدى المنظور.
وفي الإطار ذاته، يتوقع خبراء تحدثوا لـ”عربي21″ أن “تحقق دولة الإمارات مكاسب اقتصادية ضخمة، عبر الإشراف على كثير من مصالح اليمن الاقتصادية، خصوصا الموانئ، والثروة السمكية، وجزيرة سقطرى”، وغيرها من المشاريع ذات العائد المادي الكبير”.
وبحسب متابعين للشأن اليمني، تطمح الإمارات من مساعيها في اليمن إلى تحقيق عدد من الأهداف، أولها عرقلة نشوء أي تحالف بين حركة الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) والسعودية، حيث تضع أبوظبي على سلم أولوياتها محاربة الإسلام السياسي الذي استفاد من ثورات الربيع العربي، قبل أن يُطاح بأكثر آماله، وتجلى ذلك في التحفظ الشديد على تعيين محافظ عدن الإصلاحي نايف البكري، وكذلك محاولتها توجيه العمل العسكري بعيدا عن تعز، حيث يقود المقاومة في تعز الإصلاحي حمود المخلافي.
أما الهدف الآخر الذي تريده الإمارات من اليمن، فهو السيطرة على دولة بالغة الأهمية، سواء من حيث الموقع الجغرافي، أو من حيث الأهمية الاستراتيجية، وهي الأهمية التي تتعلق بحركة الملاحة الدولية أولا، وتتعلق بالجزيرة العربية ثانيا، حيث “تعدّ اليمن الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، وما يجري فيها يؤثر مباشرة على الأمن القومي الخليجي”.